السعودية أبرز المستفيدين من التأشيرة الخليجية الموحدة قبل إطلاقها الرسمي

نشر بتاريخ: سبتمبر 30, 2025

مجلس التعاون لدول الخليج العربية يستعد لإطلاق المرحلة التجريبية من التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة في الأشهر الأخيرة من عام 2025، على أن يليها التطبيق الكامل لاحقًا. وستتيح هذه التأشيرة للزوار التنقل بحرية بين البحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر والسعودية والإمارات من خلال تصريح واحد.
ويشار إلى أن التنقل بين دول الخليج بهوية مقيم قد لا يندرج ضمن النظام الجديد.

رغم أن الدول المشاركة جميعها ستستفيد من النظام الجديد، يرى المحللون أن المملكة العربية السعودية ستكون المستفيد الأكبر منه.

يمنح الاستثمار الضخم للمملكة في قطاع السياحة ومكانتها الدينية ميزة فريدة. إذ تستقبل مكة المكرمة والمدينة المنورة ملايين الحجاج سنويًّا، فيما قد تشجع التأشيرة الموحدة الخليجية على تمديد إقامات الزوار لزيارة وجهات ترفيهية مثل العلا والدرعية ونيوم ومدينة القدية.

قال ريمون خوري، الشريك في شركة آرثر دي ليتل في الشرق الأوسط، إن السياسة الجديدة قد تساهم في تشجيع الزوار على الإقامة لفترات أطول وإضافة رحلات جانبية للوجهات الثقافية. وأشار إلى أن مطارَيْ الرياض وجدة يتمتعان بموقع مثالي ليصبحا نقطتي توقف إقليميتين، مدعومتين برحلات جوية بأسعار مناسبة وشبكات قطارات آخذة في التوسع.

يتماشى توقيت الإطلاق مع استراتيجية السعودية للسياحة ضمن رؤية 2030، إذ تسعى المملكة إلى استقبال 150 مليون زائر سنويًّا بحلول نهاية العقد، وتعمل على تطوير وجهات سياحية كبرى على ساحل البحر الأحمر وفي مناطق أخرى من البلاد.

ذكر فيجاي فاليشا من سنشري فاينانشال أن خدمات التأشيرات الرقمية الواسعة في السعودية، ومساحتها الجغرافية الكبيرة، واستضافتها للفعاليات العالمية، تعزز مكانتها كوجهة سياحية رئيسة في المنطقة.

يضيف موقع المملكة في قلب شبه الجزيرة العربية مزيدًا من الجاذبية، إذ تمتلك روابط مباشرة مع دول الخليج المجاورة وإطلالة على البحر الأحمر، ما يجعلها نقطة انطلاق مثالية للرحلات التي تشمل أكثر من دولة، بل وتمتد نحو إفريقيا.

لضمان نجاح التأشيرة السياحية الموحدة، التي تشبه تأشيرة الشنغن، فإن وجود بنية تحتية قوية أمر أساسي. وتشمل الخطط الإقليمية مشروع سكة حديد مجلس التعاون الخليجي وتحديث إجراءات العبور الحدودية. وفي السعودية، تتواصل مشاريع التوسع، إذ يستهدف مطار الملك سلمان الدولي خدمة 120 مليون مسافر بحلول عام 2030، بينما تستعد شركة طيران الرياض لبدء رحلاتها قريبًا.

تشهد مطارات الدمام والرياض وجدة أيضًا أعمال تطوير متسارعة، إلى جانب زيادة في عدد الرحلات التي تُسيِّرها شركات الطيران منخفضة التكلفة.

من المرجح أن يمتد الأثر الاقتصادي الإيجابي إلى قطاعات تتجاوز السياحة، مثل الضيافة والنقل والترفيه. كما قد تسهم سهولة التنقل الإقليمي في تعزيز حركة التجارة واستقطاب الكفاءات ودعم رحلات الأعمال.